فصل: فصل في زيادة لحم الموق ونقصانه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الغَرب وورم الموق:

إنه قد يخرج في موق العين خرّاج فربما كان صلباً يتحرك بالمسّ ولا ينفجر ويكون من جنس الغدد وأكثر عادته أن يرى نتوءاً في الموق ويصاب بالغمز ويوجع غمزه ويكثر معه الرمد وربما كان خراجاً بثرياً يجتمع وينفجر فإذا انفجر فعل ناصوراً في أكثر الأمر ويشتركان في أن كل واحد منهما يتزعزع تحت المس ويغيب بالغمز وينتأ بالترك وربما كان جوهر هذا البثر ونتوءه في الغور فلا يظهر نتوءه من خارج ولكن تدل عليه الحكة وربما أصابته اليد عند الغمز البالغ. والغَرب ناصور يحدث في موق العين الأنسي وأكثره عقيب خراج وبثر يظهر بالموضع ثم ينفجر فيصير ناصوراً وذلك الخراج قبل أن ينفجر يسمى أخيلوس ولأن ذلك العضو رقيق الجوهر يؤدي من باطنه إلى ظاهره كالجوبة يجدها من جانب عظم الأنف ومن جانب المقلة وإذا انفجر ترك بعد أو عسر التئامه لأن العضو رطب ومع رطوبته متحرّك دائم الحركة ولذلك ما يصير ناصوراً.
وربما كان انفجاره إلى خارج وربما كان انفجاره إلى داخل يمنة أو يسرة وربما كان انفجاره إلى الجانبين جميعاً وكثيراً ما يطرق انفجاره إلى الأنف فيسيل إليه وقد يبلغ خبث صريده العظما فيفسده ويسوده ثم يأكله ويفسد غضاريف الجفن ويملأ العين مدة تخرج بالغمز.
المعالجات: الغرب ورم مزمن وأخفه الحديث فأما الحديث منه فيعالج بأدوية مسهلة نذكرها وأما الزمن فإن علاجه الحقيقي هو الكي الذي نَصِفُه أو ما يقوم مقامه مثل الديك برديك يبدأ فيُحَكّ الناصور بخرقة ثم يتخذ فتيلة بديك برديك وتحشى.
وقد زعم بعضهم أنه نقي وأخذ عنه اللحم الميت وغمست قطنة في ماء الخرنوب النبطي وجعلت فيه نفعت منه نفعاً شديداً.
وإن أريد استعمال دواء غير الكي فأفضله أن يعصر حتى يخرج ما فيه ثم يغسل بشراب قابض يقطر فيه وإن كان قليلاً لا يخرج ترك يومين وثلاثة معصوباً حتى يجمع شيئاً له قدر ثم يغسل ثم يقطر فيه شياف الغرب الذي نسبه محمد بن زكريا إلى نفسه وخصوصاً المدوف منه في ماء العفص.
وأفضل التقطير أن يقطره قطرة بعد قطرة بين كل قطرتين ساعة ومن أفضل تدبيره على الميل قطنة تغمس في الأدوية وتجعل فيه سواء كان الدواء سيالاً أو ذروراً.
ويجب إذا استعمل الدواء أن يشد بعصابة ويلزم السكون.
ومن الشيآفات المجربة أن يؤخذ زرنيخ أحمر وذرايج وكلس ونوشادر وشب أجزاء سواء يجمع سحقاً ببول صبي وييبس ويستعمل يابساً.
وقد ينفع في ابتدائه وقبل الانفجار أن يجعل عليه الزاج ويجعل عليه أشق وميوزج وكذلك الجوز الزنخ وكل ما هو قليل التحليل وإذا سحق ورق السذاب البستاني بماء الرماد وجعل أخيلوس قبل بلوغه العظم وبعده يدمله ويصلح اللحم لكنه يلذغ في أول وضع ثم لا يلذغ وإذا صار غرباً فاعلم أن القانون فيه أن ينقى أولاً ثم يعالج.
وينقيه أن يؤخذ غرقئ القصب الموجود في باطنه وخصوصاً القريب من أصله الذي له غلظ ما ويغمس في العسل ويلزم الغرب القصب يابساً وحده بلا دواء آخر يجفف فيكفي.
ومن المجريات للغرب شياف مامثيا ومر وزعفران بماء الطلحشقوق ولا يزال يبدل.
ومنها أن يسحق الحلزون بخرقة ويختلط من مر وصبر ويستعمل وهو مما ينتفع به في العلة وهي بعد بثرة ولم يجمع.
وقد ينتفع به فيه وهو قرحة.
ومنها ودع محرق وزعفران وطلحشقوق يابس بماء السماق الشمس.
ومن العجيب فيه ورق السذاب بماء الرمان يجعل عليه ومن خصوصيته أن يمنع أن يبقى أثر فاحش ويجب أن لا يبالي بلذعه.
ومما يفجر الخراج الخارج ضماد من خبز مع بزر مرو أو كندر بلبن امرأة أو زعفران بماء الجرجير أو مر بثلثه صمغ إعرابي يعجن بمرارة البقر ويلزق عليه ولا يحرك حتى يبرئه.
ومن أدوية الغرب أن يتخذ فتيلة من زنجار معقود بالكور والأشق وزعمت الهند أن الماش الممضوغ يبرئه وزعم بعضهم أن المر وحده يبرئه إذا وضع عليه.
ومن الذرور المجرب فيه يؤخذ من العروق جزء ومن النانخواه ثلث جزء يسحقان أجزاء سواء ويجعل في المأق والصبر وحده مع قشار الكندر أيضاً وتتأمل الأدوية المذكورة في وإذا بلغ العظم ولم ينتفع بالأدوية فلا بد من شقه والكشف عن باطنه وأخذ اللحم الميت إن كان حتى يبلغ العظم ثم تدبيره بعد ذلك على ثلاثة أوجه: إن كان العظم صحيحاً حك سوادان ظهر به وملئ دواء من الأدوية المدملة وشد وترك مدة وإن كان الأمر أعظم من هذا فلا بد من كي وربما احتيج إلى أن يثقب اللحم الفاسد ثقباً نافذاً ويقصد بذلك إلى أن يكون أمر الكي أغور ما يكون في أسفل الجوبة لا يميل إلى الأنف ولا يميل إلى العين فيسيل الملتحمة بل إلى جانب الأنف في الغور حتى إذا ثقب الموضع ثقباً واحداً أو ثقوباً صغاراً ثلاثة ونفذ وسال إلى الدم ناحية الفم والأنف يكوى حينئذ كية بالغة مع تقية أن يصيب ناحية المقلة بل يجب أن يضغط المقلة ضبطاً بالغاً ثم يكوى ويذر فيه الأدوية ويعصب وربما أغنى الكي عن الثقب وليقصر عليه ما أمكن.
والدواء الرأسي من الأدوية الجيدة في ذلك ويجب إذا كوي وذر فيه الدواء أن يوضع على نفس العين إسفنج مبلول بماء مبرد أو عجين دقيق مبرد بالثلج إثر عجين مبرد بالثلج كما كاد الدواء أن يسخن بدلته.

.فصل في زيادة لحم الموق ونقصانه:

قد تعظم هذه اللحمة حتى تمنع البصر وقد تنقص جداً حتى تخفى حتى لا تمنع الدمعة وأكثر عند خطأ الطبيب في قطع الظفرة.
أما الزيادة فيعالج بأدوية الظفرة ولا يستأصل فيحدث الدمعة وأما النقصان الحادث عن القطع فلا علاج له وإن كان من جهة أخرى فربما أمكن أن يعالج بالأدوية المنبتة للحم التي فيها قبض وتخفيف كالأدوية المتخذة من الماميثا والزعفران والصبر بالشراب والأدوية المتخذة بالصبر والبنج بالشراب والحب وحده إذا ذر على الموق نفع والشراب نفسه نافع خصوصاً إذا طبخ فيه ما له قوة نابضة.

.فصل في البياض في العين:

اعلم أن البياض في العين منه رقيق حادث في السطح الخارج يسمى الغمام ومنه غليظ يسمى البياض مطلقاً كلاهما يحدثان عن اندمال القرحة أو البثرة إذا انفجرت واندملت.
المعالجات: أما الرقيق منه والحادث في الأبدان الناعمة فيجب أن يدام تبخيره بالمياه الحارة والاستحمام بالماء الحار ثم يستعمل اللحس دائماً وقد ينفعه عصارة شقائق النعمان وعصارة قنطوريون الرقيق وأيضاً عروق جزء ونانخواه ثلثا جزء يتخذ منه ذروراً.
وأقوى منه أنزروت سكر طبرزد زبد البحر زراوند بورق يكتحل به بعد السحق.
ومما ينفع منه كحل أسطريماخون وكحل الآبار القوي وأصطفطيقان وطرخماطيقون.
وأما المزمن الغليظ والكائن في أبدان غليظة فيجب أن يستعمل تليين البياض بالتبخرات والاستحمامات المذكورة وتكون الشيآفات المذكورة التي يكتحل بها مدفونة في ماء الوج أو ماء الملح الأندراني المحلول ومكتحلاً بها في الحمام.
وإن لم ينجع الحمامات استعمل الاكتحال بالقطران مع النحاس المحرق يتخذ منه كالشياف وأيضاً شياف قرن الأيل وأيضاً الاكتحال ببعر الضب وحده أو مع مسحقونيا أو نحاس محرق أو مع الملح الدرداني مقلواً.
وأقوى من هذا خرء الخطاطيف بشهد أو عسل وزبل سام أبرص يكتحل به بكرة وعشية.
ومما هو معتدل شيح محرق مع سرطان بحري وقليميا الذهب وإذا كان للبياض تقعره استعمل ماميران وأشق ومر وبعر الضب سواء أو دواء مغناطيس المذكور في باب الظفرة.
وقد يستعمل أصباغ يصبغ البياض منها أن يؤخذ المتساقط من ورد الرمان الصغار وقاقيا وقلقديس وصمغ من كل واحد أوقية إثمد وعفص من كل واحد ثلاثة دراهم يذاب بالماء وإن لم يوجد ورد الرمان فقشره أو أقماعه أو الغشاء الشحمي الذي بين حبه وأيضاً عفص وقاقيا من كل واحد درهمان قلقديس درهم واحد يتخذ منه صبغ.
ومن الأصباغ كحل بهذه الصفة.
ونسخته: يؤخذ رصاص محرق مغسول وزعفران وصمغ من كل واحد مثقالان رماد بيوت سبك النحاس مغسولاً بماء المطر مثقالان توبال النحاس مغسولاً نصف مثقال.
ويستعمل منه كحل آخر جيد في الغاية نسخته: يؤخذ قلقطار عفص أخضر من كل واحد أربعة مثاقيل يحل بالماء ويستعمل دفعات كثيرة: آخر: عفص أقاقيا من كل واحد جزء نصف جزء يسحق بماء شقائق النعمان وكذلك الاكتحال بخرء الحمام والعصافير.

.فصل في السبل:

السبل غشاوة تعرض للعين من انتفاخ عروقها الظاهرة في سطح الملتحمة والقرنية وانتساخ شيء فيما بينها كالدخان وسبه امتلاء تلك العروق إما عن مواد تسيل إليها من طريق الغشاء الظاهر أو من طريق الغشاء الباطن لامتلاء الرأس وضعف العين وقد يعرض من السب حكة ودمعة وغشاوة وتأذ من ضوء الشمس وضوء السراج فيضعف البصر فيهما لأنه متأذ قلق فيؤذيه ما يحمل عليه وقد يعرض للعين السبلة أن تصير أصغر وينقص جرم الحدقة منها والسبل من الأمراض التي تتوارث وتعدي.
العلامات: علامة السبل الذي مبدؤه الحجاب الخارج ما ذكرناه مراراً من درور العروق الخارجة وحمرة الوجه وضربان شديد في الصدغين أو درور في عروق الرقبة.
وعلامات المعالجات: يجب أن يهجر معه جميع ما يهجره صاحب النوازل إلى العين مما ذكرناه ولا نعيده الآن وأن يستعمل من الاستفراغات والمنقّيات ما ذكرناه وأن يتجنب الأدهان والأضمدة على الرأس والسعوط فقد كُره فيه أيضاً وأنا لا أرى بأساً باستعماله إذا كان الرأس نقياً.
وقد رخص جالينوس في سقيه شراباً وتنويمه عقيبه إذا كان نقيّاً ولا مادة في بدنه ورأسه ويشبه أن يكون هذا موافقاً في السبل الخفيف.
والقوي منه لا يستغنى فيه عن اللقط.
وأحسن اللقط أن ينفذ خيوط كثيرة تحت العروق فإذا استوفيت جذبت إلى فوق لتشيل السبل ثم يلقط بمقراض حاد الرأس لقطاً لا يبقي شيئاً إذ لو أبقى شيئاً لرجع إلى ما كان بل أردأ ثم يستعمل بتدبير منع الالتزاق المذكور في باب الظفرة وإذا وجعت العين من تأثير اللقط لم يقطع عنها صفرة البيض وذلك شفعاؤه وبعد ذلك يستعمل الشياف الأحمر والأخضر ليحلّل بقايا السبل وينقي العين.
وأجود الأوقات للّقط الربيع والخريف ولكن بعد التنقية والاستفراغ وإلا أمال الوجع الفضول إلى العين.
وأما الأدوية النافعة من السبل فإنما تنفع الحديث في الأكثر فمما جُرِّب قشر البيض الطري كما يسقط من الدجاجة يغمس في الخلّ عشرة أيام ثم يصفى ويجفف في كن ويسحق ويكتحل ومما جرّب كحل العين ببول ترك فيه برادة النحاس القبرسي يوماً.
ومن المركّبات شياف أصطفطيقان والأحمر الليّن والأحمر الحاد والأخضر وطرخاطيقون وشياف روسختج ودواء مغناطيس المذكور جميع ذلك في الأقراباذين وشياف الجلنار والشبث.
وإذا قارن السبل جَرب فقد جُرّب له شياف السماق وهو شياف يتخذ من السماق وحده وربما جعل فيه قليل صمغ وأنزروت ويكتحل به فإنه يقطع السبل ويزيل الرمد.

.فصل في الظفرة:

فنقول هي زيادة من الملتحمة أو من الحجاب المحيط بالعين يبتدئ في أكثر الأمر من الموق ويجري دائماً على الملتحمة وربما غشت القرنية ونفذت عليها حتى تغطي الثقبة ومنها ما هو أصلب ومنها ما هو ألين وقد يكون أصفر اللون وقد يكون أحمر اللون وقد يكون كمد اللون.
ومن الظفرة ما مجاورته للملتحمة مجاورة ملتزق وهو ينكشط بسرعة وبأدنى تعليق ومنه ما مجاورته مجاورة اتحاد ويحتاج إلى سلخ حسبما أنت تعلم ذلك. المعالجات: أفضل علاجه الكشط بالحديد وخصوصاً لما لان منه وأما الصلب فإن كاشطه إذا لم يرفق أدى إلى ضرر ويجب أن يشال بالصنارات فإن تعلق سهل قرضه وإن امتنع سلخ بشعرة أو إبريسم ينفذ تحته بإبرة أو بأصل ريشة لطيفة وإنما يحتاج إلى ذلك في موضع أو موضعين فإن لم يغن احتيج إلى سلخ لطيف بحديد غير حاد ويجبَ أن تستأصل ما أمكن من غير تعرض للحمة الموق فيعرض الدمعة واللون يفرق بينهما.
وإذا قطعت الظفرة قطر في العين كمون ممضوغ بملح ثم يتلافى لذعه بصفرة البيض ودهن الورد والبنفسج وإذا لم يستعمل تقطير الكمون الممضوغ بالملح التزقت الملتحمة بالجفن ولذلك يجب أيضاً أن يقلب المريض العين كلّ وقت ثم بعد ثلاثة أيام يستعمل الشيآفات الحادة ليستأصل البقية وأما استعمال الأدوية عليه فأمر لا كبير غناء له فيما غلظ من الظفرة ومع ذلك فإنها لا تخلو من نكاية بالحدقة لحدتها فإنها لا بد من أن تكون شديدة الجلاء مخلوطة بالمعفنة.
ومن الأكحال المجربة له شياف طرخماطيقون وقلطارين وشياف قيصر وباسليقون الحاد وروشناي ودينارحون وهذه كلها مكتوبة في الأقراباذين.
وقد جرب له أن يؤخذ من النحاس المحرق ومن القلقديس ومرارة التيس أجزاء سواء ويتخذ منه شياف أو أن يؤخذ قلقديس وملح أندراني من كل واحد جزء صمغ نصف جزء ويستفّ بالخمر أو نحاس محرق وقلقند وقشور أصل الكبر ونوشادر ومرارة التيس أو البقر مع عسل أو عسل وحده مع مرارة المعز أو مغناطيس وزنجار ومغرة وأشق من كل واحد جزءان زعفران جزء للأوقية من ذلك قوطولي عسل وأيضاً قلقند ونوشادر يتخذ منه كحل فانه عجيب للظفرة وهو يقرب من تأثير الكشط أن يؤخذ خزف الغضائر الصيني ويحكّ عنه التغضير ويسحق سحقاً ناعماً وبعد ذلك فيخلط بدهن حبّ القطن أو يسحقان معاً ثم يدخل ميل في جلد ويؤخذ به من الدواء ويحك به الظفرة دائماً كل يوم مراراً فإنه يرقّقها ويذهب بها.
ويجب أن يكبّ قبل استعمال الأدوية على بخار ماء حار حتى يسخّن العين ويحمر الوجه أو يدخل الحمام وعندي أن يكبّ على بخار شراب مغلي أو يشرب قليل من الشراب الممزوج ثم يحك به الظفرة.
وقد ينفع في الظفرة الخفيفة والغليظة أن يسحق الكندر وينقع في ماء حار حتى يأتي عليه ساعة ويصفى ويكتحل به.
وقد جرّبت أنا من كان به ظفرة غليظة حمراء متقادم سحق الكندر القديم سحقاً ناعماً وصببت الماء الحار في الغاية على رأسه في الهاون ثم خلطت بدستج الهاون معاً خلطاً بالغاً حتى صار لون ذلك إلى الإخضرار واستعملت فوجدت نافعاً في الغاية.